مقالات ومشاركات
التأمينات….الوسائل التقليدية ونظم التامين الحديث
تمثل الوسائل التقليدية للتأمينات في مجموعة الوسائل القائمة على فكرة التضامن والتكافل والتي كانت معمول بها قبل ظهور فكرة التامين الحديث, وتشمل المساعدات الفردية التي تقوم على فكرة عمل الخير , وتأخذ شكل الإحسان والصدقات والهبات والعطايا والوصايا وحتى ولائم الأفراح والأحزان والتعاون العائلي بدافع صلة الدم والقرابة, والتعاون الجماعي الخيري ويظهر في شكل جمعيات خيرية لمساعدة الفقراء والعجزة والمسنين وصورة لجان شعبية او هيئات إسعاف عام في أوقات الاضطرابات والحروب, لكن هذه الوسائل الحمائية لم تكن تغطي السواد الأعظم من تلك المجتمعات والتي كانت غالبا تعمل في قطاعات إنتاجية تقليدية كالصيد والزراعة وتربية الماشية والحرف اليدوية وغيرها. ومع ظهور الثورة الصناعية في الدول الغربية ظهرت الحاجة الى وجود نظام للتأمينات الاجتماعية, يرعى العاملين في القطاعات الإنتاجية الحيوية ويقدم لهم مزايا تأمينية عديدة تضمن لهم حياة كريمة وآمنة نتيجة عدم استقرار ظروف الطلب على العمل وارتفاع معدلات البطالة وزيادة المخاطر التي يتعرض لها العامل بسبب التطور في قطاعات الإنتاج الحقيقي والتوسع في استخدام الآلات الحديثة في الصناعات المختلفة, ومن أهم تلك المخاطر أمراض الشيخوخة والعجز والوفاة والبطالة وإصابة العمل والأمراض بشكل عام سوى التي لها علاقة مباشرة بالعمل او ليس لها علاقه. وقد استطاعت تلك الأنظمة الحمائية في البلدان الصناعية خلال تلك الفترة من خلال تبني العديد من التدابير والتشريعات الحديثة , الى خلق الأمان الاجتماعي والاقتصادي للعاملين وتحسين الظروف المعيشية لهم مما أدى الى ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي وارتفاع معدلات إنتاجية العامل, مقارنة بالعمالة في البلدان النامية والتي ظلت متخلفة في مجال التامين الاجتماعي والتي ظلت أنظمتها الاجتماعية غير قادرة على تحرير الإنسان من ضغط الحاجة والعوز والحرمان والحد من خسائره وحمايته مما يتهدده من مخاطر داخلية او خارجية كالأزمات الاقتصادية المالية والحروب وحالة الحصار الاقتصادي والكوارث الطبيعية كالمجاعات والفيضانات والأمراض الوبائية.