مقالات ومشاركات
تطور نظم التأمينات الاجتماعية
لقد خلق الله عز وجل الإنسان وخلق معه غريزة الخوف من المستقبل فقال تعالى:”فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف”, فقد اعتمد الإنسان منذ نشأته على حماية نفسه عن طريق العيش في مجموعات تعمل وفق مبدأ التكامل الاجتماعي, وتطورت أشكال الحماية الاجتماعية بفعل التطور الاقتصادي والاجتماعي,كما جاءت الديانات السماوية لتكرس مفهوم العدالة الاجتماعية والدفاع عن حق الإنسان في الحياة الكريمة والآمنة وحمايته من الحاجة والفقر, فتميز المجتمع الإسلامي بأخلاق التكافل الاجتماعي من خلال نظم الزكاة والوقف وكفالة اليتيم والصدقات والعديد من الممارسات الاجتماعية الهادفة والمتميزة, ومع ظهور الدولة الحديثة ظهرت النظم التأمينية كنتيجة للتطور الاقتصادي والاجتماعي, وقد تم ذلك مع بداية الثورة الصناعية في اوربا مطلع القرن الثامن عشر, حيث تم استخدام مصطلح الضمان الاجتماعي أول مرة في التشريعات الأمريكية في عام 1935م, بعدها تم تداول هذا المصطلح في الكثير من تشريعات بلدان العالم, وتطرق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1948م في مادته (25) إلى ان الضمان الاجتماعي يمثل أهم حقوق الإنسان. ويمكن القول بان أي اقتصاد دولي لايمكن ان يتصف بالفاعلية والتطور والرقي مالم تتوفر فيه تدابير وإجراءات كافية للأمن الاقتصادي ونظم جيدة للضمان الاجتماعي, حيث يمكن بمقدور الناس ان يستجيبوا لتحديات الحياة والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بهم,والصمود أمام خطر الكوارث والآفات وتنمية إمكانياتهم المادية والبشرية وتوفير حياة أفضل وسبل معيشية اكثر آمانا واستقرارا, وذلك عندما يتم تمكين الإنسان وتحسين مؤشرات التنمية البشرية والتي منها رفع مستوى الدخل التي تكفلها أنظمة التأمينات الاجتماعية ذات الصفة التكافلية.