مقالات ومشاركات

مرحلة الشيخوخة والتامينات(2)

تطرقنا في المقال السابق عن مراحل دورة الحياة وهي مرحلة الحدث ومرحلة الرشد ومرحلة ما قبل التقاعد ومرحلة التقاعد ومرحلة السن المتقدم ثم المرحلة النهائية.

    وتناولنا بالتفصيل مرحلة ما قبل التقاعد وسوف نتناول في هذا العدد مرحلة التقاعد ومرحلة السن المتقدم وهي مرحلتين من مراحل الشيخوخة كما أوردها الدكتور عزت سيد إسماعيل في كتابة الشيخوخة وكما يلي:  

مرحلة التقاعد:

وتتميز بتحول سريع وهام من حالة منتجه اقتصادياً إلى حالة غيرمنتجة وتتوقف نتائج هذه المرحلة على عوامل عديدة مثل النوع (ذكر أو أنثى ) والظروف الاجتماعية والاقتصادية والتكوين النفسي للفرد وعلى أية حالة فأن الإنسان بصفه عامة يفك الارتباط بمهنته الأساسية وهذا يؤدي بالتالي إلى صور من المتغيرات في حياة الشخص سواء في نشاطاته اليومية او اتصالاته الاجتماعية ومستويات معيشته كما تؤدي الآثار المتزايدة للتقدم في العمر بما في ذلك من تزايد احتمالات المرض والعجز إذا قدر الله إلى أن يفك الإنسان ارتباط بالعديد من اهتماماته الاجتماعية لأنه لم يعد بقادر على مواجهة مطالبها البدنية والنفسية ومع هذا فـأن البعض قد يحتفظ بأوضاعه في هيئات اجتماعية

(وهذا ما نسعى إلى تشجيعه في أوساط المتقاعدين والتعامل مع مرحلة التقاعد بنوع من القبول والرضى وعدم توقف أنشطة الشخص وان توقف عن العمل كما اشرنا في المقال السابق) وهناك باحثي يقسمون مرحلة التقاعد إلى عدد من المراحل منها :

أ‌)  مرحلة السعادة :

   وهي مرحلة ما بعد التقاعد وغالباً ما تكون متميزة بإحساس من حسن الحال هي نتاج في جزء منه لشعور الشخص بحالة جديدة من الحرية وهي عادة ما تكون من مرحلة ملئيه بما يشغله ويمارس خلالها نشاطات عديدة وهوآيات مختلفة وان كان كل ذلك يتوقف على عوامل متعددة مثل المصادر ألماليه ومنها مقدار المعاش ونمط الحياة والظروف الصحية والوضع الأسري .

ب‌) كما أن هناك مرحلة أخرى قد يمر بها المتقاعد ويسميها البعض مرحلة زوال الوهم

 حيث قد يشعروا بعض المتقاعدين بأنهم قد خذلو وينتاب البعض منهم مشاعر الاكتئاب ويتوقف مدى عمق هذا الشعور على عوامل عدة مثل تدهور الحالة الصحية أو عدم كفاية الموارد المالية ومنها المعاش أو عدم التعود على نمط حياة التقاعد أو قد يفتقد البعض البهجة التي كان يتصورها .

ج) ولكن سرعان ما يتحول من هذه المرحلة إلى مرحلة التأقلم  أو ما تسمى إعادة التبصر وعند هذه المرحلة تعمل خبرة الشخص باعتباره متقاعد على قيام نظرة أكثر واقعية للبدائل القائمة في الحياة وعلى هذا فقد يؤدي إعادة النظر بالموقف إلى استطلاع مصادر جديدة للنشاط وقد يعمل البعض إلى الالتحاق بعمل أو أداء مهام معينة على أساس تطوعي او باجر معين

د) وأخيرا مرحلة الاستقرار الذي يمر فيها المتقاعد ولا يعنى الاستقرار هنا عدم وجود حالة من التغيير والأشخاص الذين يدخلون في هذه المرحلة يكون قد استقرت لديهم معايير تسمح لهم بمواجهة الحياة بأسلوب منظم مريح بشكل أواخر فهم يعرفون ما هو مطلوب منهم ويعرفون ما ينبغي عليهم عملة ويعرفون نواحي قوتهم وجوانب الضعف فيهم وفي مرحلة الاستقرار هذه يكون المرء قد تحكم في دورة كشخص متقاعد .

  وأخيرا مرحلة السن المتقدم :

  وتمتد هذه المرحلة من حوالي سن السبعين فما فوق وتتصف بقصور قدرة الفرد على التعامل مع شئون الحياة اليومية العادية ومع هذا فأننا نجد هنا فروقاً فردية كبيرة كما يمكن للمسنين الذي يعيشون سوياً أن يجسدا مساندة متبادلة فيما بينما  ويستمروا في حياة اجتماعية نشطة بشكل أو أخر مع أقاربهم وأصدقائهم .

  ولا ننسى هنا أن التأمينات والمعاشات و التأمينات الاجتماعية تلعب دوراً أساسياً بل مهما في ذلك الاستقرار.     

  

        عارف فيصل العواضي

  وكيل الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات

       لقطاع التسويات والمعاشات

                                                              

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى