مقالات ومشاركات

التأمينات الاجتماعية ومؤشرات التنمية البشرية

كتب :محمد احمد عصام
تظل صناديق التأمينات الاجتماعية من أهم وسائل الحماية الاجتماعية وتحسن مؤشرات التنمية البشرية في أي مجتمع إنساني على وجه المعمورة, فهي تقي العاملين في كلا من القطاعات الاقتصادية وكذا من يعملون في قطاع الوظيفة العامة من العوز والحاجة والفقر بالإضافة إلى الدور الهام الذي تقوم به في معالجة مشاكل البطالة فهي تقوم بشكل غير مباشر في خلق وظائف جديدة في الاقتصاد من خلال إحالة من بلغوا احد الأجلين إلى التقاعد بما يمكن من استبدالهم بدماء جديدة من الشباب الذين تم تأهيلهم من مخرجات التعليم بما يلبي احتياجات سوق العمل سوى في القطاع الخاص او في القطاع العام, أي ان الدور الذي تقوم تلك الصناديق في إيجاد وظائف جديدة لمخرجات عملية التعليم تسهم بشكل كبير في معالجة العديد من الاختلالات الاجتماعية وإيجاد مصدر رزق للكثير من الاسر وبالتالي يسهم هذا الدور في التحسن في العديد من المؤشرات الاجتماعية كمعدل الإعالة, ومعدل الفقر, ومعدل التسرب من التعليم وغيرها من المؤشرات, اما الدور الأخر الذي تقوم به تلك الصناديق فيتمثل في تحسين مؤشرات التنمية البشرية في أي مجتمع ومن اهم هذه المؤشرات مؤشر التعليم ومؤشر العناية الصحية وعنصر الدخل, فلم يعد الدخل يرتبط فقط بعنصر الدخل فحسب وإنما يؤكد العديد من الخبراء الدوليين والتقارير الصادرة عن المنظمات الإقليمية والدولية والتي من أهمها تقرير UNDP الصادرة عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منذ مطلع عقد تسعينيات القرن الماضي والتي ركزت على عنصري الصحة والتعليم وأهمية الاهتمام بهذين العنصرين باعتبارهما وسيلة لتحقيق معدلات عالية في دخول الإفراد وتحقيق نمو اقتصادي مستدام, بمعنى ان الاهتمام بالإنسان وتنمية قدراته ومعارفه وتوسيع اختياراته يمثل هدف التنمية وغايتها, وان الدخل هو نتيجة للاهتمام بالعنصر البشري ففي أي مجتمع تتحقق فيها مستويات للتعليم مناسبة وتكون خالية من الأمراض ويتمتع الفرد فيها بالتامين الصحي المناسب يكون مستوى الدخول فيها مرتفع, والدليل على صحة ذلك النهضة الصناعية والمعرفية التي حققتها الدول الصناعية جراء الاهتمام بالإنسان وارتفاع معدلات التنمية البشرية فيها, من خلال إيجاد الظروف الملائمة لنشر التعليم والمعرفة بين أفراده وتامين العناية الصحية المجانية لهم. اما البلدان الفقيرة والتي تتدنى مؤشرات التنمية البشرية فيها والتي لاتهتم بنشر المعرفة والتعليم بين أبنائها وتعاني من انتشار الأمراض ولا يوجد بها تامين صحي مجاني, يكون معدل الدخل والإنتاجية منخفضة مقارنة بالدول التي تهتم بهذه المؤشرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى